ومن تُعلمه أُمه .. لا يخيبُ أبدا ..

الأحدث

6/recent/ticker-posts

ومن تُعلمه أُمه .. لا يخيبُ أبدا ..

 






(بّا العربي) شيفور الكاميو عيط ليا على أساس نمشي معاه لنواحي فيجيج تا يوصل واحد الرحيل ديال واحد جدارمي أدّبُوه بنقله لجهنم المغرب .. جدارمي jeune وباقي سيليباطير جا مجهد لنّواحي هوارة بمجرد ما تعيّن، ومن كثرة ما ورد اسمه في تقارير الشّطط في استعمال السلطة داروه المسؤولين فالمُقلاع وصيفطوها لبلاصة وحيد القرن بوحدو لي ممكن يعيش فيها ومع ذلك هناك بشر سلّحهم الله بالصبر والعزيمة باقيين ساكنيين تمّة بالرغم من كل مظاهر البؤس والخصّاص الباديين على ملامحهم ومع ذلك مرابطون صامدون، يطلبون مجرد التفاتة بسيطة  وإن لن  تُغنيهم - لكنها بكل تأكيد ستَمنحهم جرعة أمل على المقاومة .. و"بّا العربي" فاش اتّصل بيا  كان ناوي يرد ليا الصّاع صاعين على داكشي لي درت ليه العام الفايت في مثل هذا الشهر فاش مشيت معاه لكازا .. وفنفس الوقت بغى يكمي الكِيف فالطريق وخايف من الجدارمي لي كان باين عليه أنه مازال مامستوعبش فين صيفطوه  يعيش ويخدم. 

فالطريق كان الجدارمي كيسولنا على المعيشة والحياة ف فيجيج وواش كاين البيسري والسوبر مارشي ولاصال ديال الفيتنيس والقهاوي الكلّاس، وواش كاينين الدريات تمة ..!! كولشي كاين أ الشّاف تمة تا من البار وصوفيتيل وماكدونالد والملاهي وحديقة كبيرة تجري فيهها الخيل حداها ملعب الغولف فيه سبعة وثلاثين حفرة،  وإلى كان عندك مع التّنس والسباحة على الظهر، غا تلقى فالدخلة واحد المُركب كبير ممكن تدير فيه اشتراك غير ب خمسمية درهم فالشهر .. على ما أعتقد جدارمي صدّقني فاش تجاوب مع ما ذكرته من مؤهلات كثيرة تزخر بها المنطقة ب: واش بصّح! .. با العربي ساكت يتسناني نعمّر ليه السبسي ونعطيه ليه وأنا نجاوب الجدارمي على السؤال الاستفساري ديال (واش بصح؟) :

- وأكثر الشاف .. !!

فتنا أولوز .. دزنا على تازناخت  وصولا  لورززات .. وبمجرد ما قربنا من تنغير السيد عاد فاق لفين غادي: وما كاين البشر هنا أخويا؟ وجهو تبدل فيه اللون وتلّفت يمينا وشمالا يبحث على شي حاجة  يبان فيها الضو.. والو .. كان خصني نجاوبو باش يطمئن وما تبداه الصدمة من تنغير واحنا باقي لينا ثلثمية كيلومتر على الراشيدية عاد غا نهبطوا على طريق ميدلت باش ندخلو لإقليم فيجيج ..

- غا محمية هاذي الشّاف يصيدوا فيها الحلوف أما الخير جاي للقدام .

فتنا تنغير .. الجدارمي حسّ بالبرد يدخل من الشاكمة لعندنا وطاح عليه الضّيم .. بقى ساكت يخمّم وعينيه حابسين الدموع ديال : أمّيمتي فين جابوني!! بمجرد ما فتنا الراشيدية ودخلنا لاقليم فيجيج عبر نفق زَعبل، تا بداو عينيه يغرغرو بالدموع وخرج التلفون بغا يتصل مالقاش فيه الريزو؛ وفاش كان يقلب فالريبرطوار شفت بلي كان باغي يتاصل بالأم ديالو (مع احتراماتي ليها):

- عندك من الخميس للخميس فاش يكون الريزو  ..

فاش حطيناه فين كان يتسناه واحد الجدارمي سابقو تمة .. كال لينا:

هنا؟

- لا لهيه .. زيد شوية للقدام وغا تلقى صوفيتيل .. 


خليناه شاد راسو يقلب على الريزو وقلبنا الرّوتور راجعين نتغداو عند واحد السيد صاحب "با العربي".. نزلت فالطريق نبول وطلعت للجبل وبقيت نشرب واحد شوية ديال الماحيا وهو ما استغرب ليه:

- كيف درت إنت تا جبت معك الماحيا .. ياك قلبتك فاش طلعنا؟

- غا زيد أبا العربي .. إنت كنت ناوي  ترد ليا أشنو درت ليك العام الفايت فكازا ولكن ما غاب عن ذهنك أنه أنا والماعز فين ما حطيتنا نعيشوا، وعكس الجميع؛ أنا بحال هاذ البلايص لي كيعجبوني بعيد على تفاهة وقحب المدن .  صحيح قد لا تحبّ العيش هنا لغياب أي مظهر من مظهر الحياة فيها، لكنك صباح كل يوم، وبمجرد ما تستيقظ من النوم، تشعر بأنك ولدت من جديد ..

شد با العربي راسو وكال جملة:

- إنت والحنش ما يمكن الواحد يدير فيكم الثقة .. فين تعلمت هاذ القوالب كاملين..؟

* يقدر إنت  علمتك الطريق وربعين سنة ديال السفر من مدينة لمدينة بالكاميو، لكن أنا علمتني (مّا) .. 

ومن تُعلمه أُمه .. لا يخيبُ أبدا ..


ورد البال فاش نكونوا راجعين غا تخلص النفقة.


إرسال تعليق

0 تعليقات